للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمتعلم. ولله تعالى أن يمتحن عباده بما شاء، كما امتحن بني إسرائيل بالنهر في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} (١) يدل عليه قوله -عز وجل-: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ}. وهذان القولان حكاهما الزجاج واعتمدهما (٢).

قال الله -عز وجل-: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ} أي: بالسحر {مِنْ أَحَدٍ} أي: أحدًا "من" صلة {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} أي: بعلمه وقضائه ومشيئته {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ} وقرأ عبيد بن عمير: (ما يُضِرُّهم) (٣) من أضرَّ يُضِرُّ. {وَلَقَدْ عَلِمُوا} يعني: اليهود {لَمَنِ اشْتَرَاهُ} اختار السحر {مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ} أي: في الجنة {مِنْ خَلَاقٍ} أي: من نصيب (٤).

وقال الحسن: {مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} أي: من دين ولا وجه


(١) البقرة: ٢٤٩.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٨٣ - ١٨٤. وانظر: "جامع البيان" للطبري ١/ ٤٦١، "الوسيط" للواحدي ١/ ١٨٤ - ١٨٥، "تفسير القرآن" للسمعاني ١/ ٥٧٥، "مفاتيح الغيب" للرازي ١/ ٢٢٠.
(٣) "شواذ القراءة" للكرماني (ص ٣٠).
(٤) تفسير النصيب بالخلاق: هو قول ابن عباس. كما في "الدر المنثور" للسيوطي ١/ ١٩٤ واستشهد عليه ببيت أميَّة الآتي. وأُثر هذا القول أيضًا عن مجاهد، وسفيان، والسدي. ورجَّحه الطبري، والزجَّاج، وغيرهما، واستشهد الطبري على هذا المعنى ببيت أمية الذي أورده المصنف على هذا المعنى، وفسَّر قول أمية (خلاق) بأنه نصيب.
انظر: "جامع البيان" للطبري ١/ ٤٦٦، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>