للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النون، فمادت الأرض، فأثبتت بالجبال فإن الجبال لتفخر على الأرض، ثم قرأ ابن عباس: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١)} (١).

واختلفوا في اسمه:

فقال الكلبي (٢)، ومقاتل (٣): يهموت (٤).


(١) أخرجه وكيع في نسخته عن الأعمش (٤)، وعبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٣٠٧، والطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٤، وابن أبي حاتم كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٤/ ٨٤، والآجري في "الشريعة" ١/ ٥١٨، ٢/ ٧٦٩، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٤٩٨، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ٢/ ٢٣٩، وفي "السنن الكبرى" ٩/ ٣، وأبو الشيخ في "العظمة" ٤/ ١٣٨٠، وابن منده في "التوحيد" ١/ ٩٤، ١٩٢، وابن بطة في "الإبانة" ٢/ ٢٣، ٣٣٦ من طرق عدة عن أبي ظبيان عن ابن عباس موقوفا عليه.
وهو موقوف صحيح، وقد رواه عن ابن عباس جماعة غير أبي ظبيان.
وهذا خبر غريب يحتاج إثباته إلى قول المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، ولا يمكن أن يقال فيه: إن له حكم الرفع إذ لا يبعد أن ابن عباس قد تلقاه عن مثل كعب الأحبار.
وفوق ذلك فإن في متنه نكارة. قال ابن جزي في "التسهيل لعلوم التنزيل" (ص ٧٨٢): ويبطل قول من قال إنه الحوت بأنه لو كان كذلك لكان معربا بالرفع أو النصب أو الخفض، ولكان في آخره تنوين، فكونه موقوفا دليل على أنه حرف هجاء نحو "الم" وغيره من حروف الهجاء الموقوفة. اهـ.
قلت: ولكن أول الخبر: (أول ما خلق الله القلم، فجرى بما هو كائن) ثابت مرفوع وموقوف، وشاهده حديث عبادة بن الصامت الذي سيذكره المصنف قريبا.
(٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ١٨٥، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٢٤.
(٣) السابق.
(٤) اليهموت: بفتح الياء المثناة التحتية، وسكون الهاء. قاله الآلوسي في "روح المعاني" ٢٩/ ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>