للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= [الإسراء: ١٥].
الجواب قرره الحافظ ابن الجوزي في "الموضوعات" ٣/ ٣٢٩، ومال إليه الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" ٣/ ٦٥٧ (١٤٦٢).
وبعد أن علم أن الحديث لا يمكن رده سندا، فلم يبق إلا توجيه معناه بما يلتئم وأصول الشرع، وفيما سبق ذكره من أجوبة كافٍ في رد دعوى مخالفته للأصول. وظهر لي أنه يمكن أن يقال: إن هذا الحديث من نصوص الوعيد، والقاعدة فيها أن تمر كما هي بلا تفسير كما في قوله "من غش فليس منا" وأشباهها؛ ليبقى أثرها في النفوس قويًا، ويقال في هذا الحديث بخصوصه: إن فيه تخويف لكل رجل وامرأة بألا يرتكبا هذِه الفاحشة؛ لكي لا يجني الولد الذي تولد عن فاحشتهما هذِه العقوبة الشديدة.
وثم جواب آخر:
١٠ - وهو أن يقال في قوله: "لا يدخل الجنة":
أي لا يدخلها ابتداء، بل يعذب بقدر ذنوبه ثم يدخلها.
وهذا الجواب قرره الدكتور عبد العزيز الشهوان في تحقيقه لكتاب "التوحيد" لابن خزيمة ٢/ ٨٦٨.
وبعد: فإن ما سبق من أجوبة لا يقطع بصواب واحد منها، وإن كان المتيقن أن بعضها صحيح، ذلك أنه من المحال أن يوجد في النصوص الشرعية ما يناقض بعضه بعضا، والله جل وعلا أعلم بمراده ومراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وأخيرًا: فقد يستطال ما ذكرته حول هذا الحديث رواية ودراية، فلا عجب فقد ألف عالمان رسالتين مستقلتين حول معناه:
الأول: الحافظ السخاوي كما أشار إلى ذلك في "المقاصد الحسنة" (ص ٤٦٣).
الثاني: أبو العباس أحمد بن الخياط الفاسي كما أشار إليها عبد الله الغماري في تحقيقه "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص ٦٦٤).
ولم أقف على شيء منهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>