وتمام هذا أني لم أجدهم أي: السلف -تنازعوا -أي: في نصوص الصفات -إلا في مثل قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} فروى ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة: إن الله يكشف عن الشدة في الآخرة. وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات؛ للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيحين، لا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذِه من الصفات؛ فإنه قال: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} نكرة في الإثبات، لم يضفها إلى الله ولم يقل عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف. ا. هـ. وللعلامة ابن القيم في "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" ١/ ٢٥٢ نحو ما ذكره شيخه وزاد عليه قوله: والذين أثبتوا ذلك صفة كاليدين والإصبع لم يأخذوا ذلك من ظاهر القرآن وإنما أثبتوه بحديث أبي سعيد المتفق على صحته ... ومن حمل الآية على ذلك قال: قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} مطابق لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا" وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة جلت عظمتها، وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثيل، أو شبيه. قالوا: وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه فإن اللغة في مثل ذلك أن يقال: كشفت الشدة عن القوم لا كشف عنها .. إلى آخر كلامه رحمه الله. والمقصود: أن لفظ "الساق" في الآية فيه القولان المحكيان عن الصحابة، ويفصل بينهم حديث أبي سعيد الخدري الذي مضى تخريجه وهو في الصحيحين بلفظ "فيكشف عن ساقه فيسجد له كلل مؤمن" وما أجمل ما ذكره الإمام الشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٢٧٨ حيث قال: =