للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كنت أجعل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيرًا يصلي عليه من الليل، فتسامع الناس به، فاجتمعوا، فلما رأى جماعتهم كره ذلك، وخشي أن يكتب عليهم قيام الليل، فدخل البيت كالمغضب، فجعلوا يتنحنحون، ويتسعّلون حتى خرج إليهم، فقال: "يا أيها الناس اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فالله (١) لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل وإن خير العمل أدومه وإن قل". فنزلت: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ} الآية، فكتبت عليهم، وأنزلت بمنزلة الفريضة حتى إن كان أحدهم ليربط الحبل، فيتعلق به فمكثوا ثمانية أشهر، فلما رأى الله تعالى ما يتكلفون، ويبتغون به وجهه ورضاه، رحمهم؛ فوضع ذلك عنهم، فقال عز من قائل: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} الآية. فردهم إلى الفريضة، ورفع عنهم قيام الليل إلا ما تطوعوا به (٢).


= "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٤١.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، نعم: سماك بن الوليد الحنفي قال فيه ابن حجر: ليس به بأس، ولكن ابن عبد البر حكى الإجماع على توثيقه وأنه لا يعلم فيه جرحا كما في "تهذيب التهذيب" لابن حجر ٢/ ١١٦. والله أعلم.
(١) في (ت)، والطبري: فإن الله.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٢٥ من طريق موسى بن عبيدة الحميري، عن محمَّد بن طحلاء عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به سواء. وفي إسناده: محمَّد بن حميد وشيخه مهران: متكلم فيهما. وهو غريب بهذا السياق. =

<<  <  ج: ص:  >  >>