القول بأن نشأ كلمة حبشية، جاء عن جماعة منهم: ١ - ابن عباس: رواه المروزي في "مختصر قيام الليل" (ص ٣٩)، سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، ابن أبي حاتم، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٤٣، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٣/ ٢٠، والشجري في "الأمالي" ١/ ٢١٤. ٢ - ابن مسعود: رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٦/ ١٢١، وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٤٤، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٠٥ وصححه. ٣ - أبو ميسرة: رواه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٤٤، وابن نصر (ص ٣٩). ٤ - أبو مالك: رواه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٤٤. قال الإِمام المروزي في "مختصر قيام الليل" (ص ٤٠). وقد أنكر بعض أهل العلم بالعربية أن تكون الناشئة بلسان الحبشة لقول الله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}. وقال: بل هي بلسان العرب، وهي مأخوذة من قوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} أي: ابتدأناهن. ويقال: نشأت، تنشأ، أي ابتدأت، وأقبلت شيئا بعد شيء، وأنشأها الله فنشأت، وأنشأت، فكأنه قال: إن ساعات الليل: الناشئة، ومنه قوله: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى} يريد: ابتداء خلقهم. وأجاب الإِمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٣٩ عن ذلك بقوله: لعل المراد: أن الكلمة عربية، ولكنها شائعة في كلام الحبشة، غالبة عليهم، وإلا فليس في القرآن ما ليس في لغة العرب. ا. هـ. قلت: وهذا تحرير القول في المسألة المشهورة: هل في القرآن كلام غير عربي، أم لا. وتنظر المسألة في مقدمة الإِمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ٦٨ - ٦٩. (١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٥٣.