للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمعذق (١) وإنه ليعلو ولا يعلي، ثم انصرف إلى منزله، فقالت قريش: صبأ -والله- الوليد، والله لتصبأنّ قريش كلهم، وكان يقال للوليد: ريحانة (٢) قريش، فقال لهم أبو جهل: أنا أكفيكموه فانطلق وقعد إلى جنب الوليد حزينًا، فقال له الوليد: ما لي أراك حزينًا يا ابن أخي فقال: ما يمنعني ألا أحزن، وهذِه قريش يجمعون لك (٣) نفقة يعينونك على كبر سنك، ويزعمون أنك زينت كلام محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتدخل على ابن أبي كبشة، وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم، فغضب الوليد وقال: ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالًا وولدا، وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل، فهل رأيتموه يخنق قط، فقالوا اللهم لا، قال: تزعمون أنه كاهن (٤)، فهل رأيتموه قط يتكهن، قالوا: اللهم لا، قال: تزعمون


(١) كذا في الأصل، وفي (س): لمغدق، وهي موافقة لبعض الروايات.
ومغدق: أي كثير غزير، يقال: ماء مغدق، أي: غزير. ومعذق: أي له شعوب.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٢٣٨، ٢٨٢.
(٢) الرَّيحان: يطلق على الرحمة، والرزق، وبالرزق سمي الوليد ريحانًا.
انظر: "الصحاح" للجوهري ١/ ٣٧١، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٢٦١.
(٣) في (س): إليك.
(٤) الكاهن: هو الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار والجمع منه: كهنة وكهان. والعرب تسمي كل من يتعاطي علمًا دقيقًا: كاهنًا. ومنه من كان يسمي المنجم والطبيب كاهنًا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>