للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مستحذيا لقراه حين أرّقني ... ليل التمام أُقاسيه على ساق (١)

أي: على تعب وشدة.

وقال ابن عطاء: اجتمع عليه شدة مفارقة الوطن من الدنيا، والأهل، والولد، وشدة القدوم على ربه لا يدري بماذا يقدم عليه (٢).

لذلك قال عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: ما رأيت منظرًا إلا والقبر أفظع منه؛ لأنه آخر منازل الدنيا، وأول منازل الآخرة (٣).

قال يحيى بن معاذ رحمه الله: إذا دخل الميت القبر قام على شفير قبره أربعة أملاك: واحد عند رأسه، والثاني: عند رجليه، والثالث: عن يمينه، والرابع عن شماله، فيقول الذي عند رأسه: يا ابن آدم انقضت الآجال، وانقطعت الآمال، ويقول الذي عن يمينه: ذهبت الأموال، وبقيت الأعمال، ويقول الذي عن يساره: ذهبت الأشغال وبقي الوبال، ويقول الذي عند رجليه: طوبى لك إن كان كسبك من الحلال، وكنت مشتغلًا بخدمة ذي الجلال (٤).


(١) لم أجده في ديوانه، ولا في كتب الشعر، واللغة، والأدب.
(٢) ذكره السلمي في "حقائق التأويل" [٣٥٤/ ب] والواحدي في "الوسيط" ٤/ ٣٩٥، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٨٦، والزمخشري في "الكشاف" ٦/ ٢٧٢.
(٣) ذكره السلمي في "حقائق التفسير" [٣٥٤/ ب].
(٤) لم أجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>