للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (١) (٢).

وقيل: الواسع: العالم الذي يسع علمُه كلَّ شيء، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} (٣) أي: علمه (٤).


(١) الأعراف: ١٥٦.
(٢) وانظر: "النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسني" للنجدي ١/ ٣٨٣.
(٣) البقرة: ٢٥٥.
(٤) روى الحاكم بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال في هذِه الآية: الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره.
قال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. "المستدرك" ٢/ ٢٨٢. وهذا هو التفسير الصحيح للآية.
أما تفسير {كُرْسِيُّهُ} بعلمه فقول ضعيف.
قال ابن أبي العز الحنفي بعد أن ذكر قول ابن عباس السابق: ومن قال غير ذلك فليس له دليل إلا مجرد الظن، والظاهر أنه من جراب الكلام المذموم، كما قيل في العرش، وإنما هو -كما قال غير واحد من السلف- بين يدي العرش كالمرقاة إليه.
"شرح العقيدة الطحاوية" ٢/ ٣٧١.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية: هل العرش والكرسي موجودان؟ أو أنَّ ذلك مجاز؟ فأجاب: الحمد لله، بل العرش موجود بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها، وكذلك الكرسي ثابت بالكتاب والسنة وإجماع جمهور السلف، وقد نُقل عن بعضهم أنَّ كرسيه: علمه، وهو قول ضعيف، فإنَّ علم الله وسع كل شيء كما قال: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً} والله يعلم نفسه، ويعلم ما كان وما لم يكن، فلو قيل: وسع علمه السماوات والأرض لم يكن هذا المعني مناسبًا، ولا سيما وقد قال تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} أي: لا يثقله ولا يكرثه، وهذا يناسب القدرة لا العلم، والآثار المأثورة تقضي ذلك.
"مجموع الفتاوى" ٦/ ٥٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>