(٢) وانظر: "النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسني" للنجدي ١/ ٣٨٣. (٣) البقرة: ٢٥٥. (٤) روى الحاكم بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال في هذِه الآية: الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره. قال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. "المستدرك" ٢/ ٢٨٢. وهذا هو التفسير الصحيح للآية. أما تفسير {كُرْسِيُّهُ} بعلمه فقول ضعيف. قال ابن أبي العز الحنفي بعد أن ذكر قول ابن عباس السابق: ومن قال غير ذلك فليس له دليل إلا مجرد الظن، والظاهر أنه من جراب الكلام المذموم، كما قيل في العرش، وإنما هو -كما قال غير واحد من السلف- بين يدي العرش كالمرقاة إليه. "شرح العقيدة الطحاوية" ٢/ ٣٧١. وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية: هل العرش والكرسي موجودان؟ أو أنَّ ذلك مجاز؟ فأجاب: الحمد لله، بل العرش موجود بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها، وكذلك الكرسي ثابت بالكتاب والسنة وإجماع جمهور السلف، وقد نُقل عن بعضهم أنَّ كرسيه: علمه، وهو قول ضعيف، فإنَّ علم الله وسع كل شيء كما قال: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً} والله يعلم نفسه، ويعلم ما كان وما لم يكن، فلو قيل: وسع علمه السماوات والأرض لم يكن هذا المعني مناسبًا، ولا سيما وقد قال تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} أي: لا يثقله ولا يكرثه، وهذا يناسب القدرة لا العلم، والآثار المأثورة تقضي ذلك. "مجموع الفتاوى" ٦/ ٥٨٤.