للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اكفنيهم (١) بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به في قُرْقُور -وهو السفينة- فلججُوا (٢) به فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه وغرَّقوه. فذهبوا به فقال: اللهم أكفنيهم بما شئت. فانكفأت (٣) بهم السفينة، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك (٤): ما فعل أصحابك؟ فقال كفانيهم الله تعالى. ثم قال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آرك به. قال: وما هو؟ قال؟ تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خُذْ سهمًا من كنانتي، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد، ثم صلبه على جذع، ثم أخذ سهمًا من كنانته، ثم وضعه في كبد قوسه (٥) ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع


(١) أكفنيهم: أي اصرفهم عني، يقال: كفاهم عنه كفا: صرفهم.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ١٤٣.
(٢) لججوا به: ركبوه لجة وسيروا به في البحر.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٣٥٤ - ٣٥٥.
(٣) انكفأت: مالت يقال: اكفأ الشيء: أماله.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ١٤١.
(٤) ساقطة من الأصل، وأثبتها من (س).
(٥) كبد قوسه: كبد كل شيء: وسطه ومعظمه، وكبد القوس: ما بين طرفي مقبضها ومجرى السهم منها.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>