للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الكلبي: هم نصارى أهل نجران، وذلك أن ملكًا بنجران أخذ بها قومًا مؤمنين، فخدّ لهم في الأرض سبعة أخاديد، طول كل أخدود (١) أربعون ذراعًا، وعرضه اثنا عشر ذراعًا، ثم طرح فيها النفط والحطب، ثم عرضهم عليها فمن أبى قذفه في النَّار، فبدأ برجل يقال له: عمرو بن زيد فسأله ملكهم فقال له: من عَلّمك هذا؟ يعني: التوحيد، فأبى أن يُخبره، فأتى الملك الذي عَلّمه التوحيد، فقال: أيها الملك أنا عَلّمته واسمه: عبد الله بن شمر فقذفه في النَّار، ثم عرض على النَّار واحدًا بعد واحد، حتَّى إذا أراد أن يُتبع بقية المُؤْمنين، فصنع ملكهم صنمًا من ذهب، ثم أمّر على كل عشرة من المُؤْمنين رجلًا يقول لهم: إذا سمعتم صوت المزامير، فاسجدوا للصنم، فمن لم يسجد فألقوه في النَّار، فلما سمعت النصارى بذلك سجدوا للصنم، وأما المؤمنون فأبوا، فخدّ لهم وألقاهم فيها فارتفع النَّار فوقهم اثنا عشر ذراعًا (٢).

وقال مقاتل: كانت الأخدود ثلاثة، واحدة بنجران باليمن (٣)،


= "النكت والعيون" ٦/ ٢٤١، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٣٨٦، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨٨.
(١) كذا، وكتب الناسخ في الهامش (واحد).
(٢) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨٨، مختصرًا، وابن عادل الدِّمشقيّ في "اللباب" ٢٠/ ٢٤٩.
(٣) اليمن: بالتحريك: اختلف في سبب تسميته، قيل: لأنه عن يمين الكعبة، وقيل: سمي بذلك قبل أن تعرف الكعبة؛ لأنه عن يمين الشَّمس، وقيل: إنما سمي اليمن يمنًا: بتيمن بن قحطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>