للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأخرى بالشَّام، والأخرى بفارس، حُرّقوا بالنار، أما التي بالشَّام فهو بطيا نوس (١) بن بليس الرومي، وأما التي بفارس فهو بخت نصر، وأما التي بأرض العرب فهو يوسف بن ذي نواس، فأما التي كانت بفارس، والشَّام فلم ينزل الله سبحانه فيها قرآنًا، وأنزل في التي كانت بنجران، وذلك أن رجلين مسلمين ممن يقرؤون الإنجيل أحدهما: بأرض تهامة، والأخرى بنجران اليمن، فأجر أحدهما نفسه في عمل يعمله، وجعل يقرأ الإنجيل، فرأت بنت المستأجر النور يضيء في قراءة الإنجيل، فذكرت ذلك لأبيها فرمقه (٢) حتَّى رآه، فسأله فلم يخبره، فلم يزل به حتَّى أخبره بالدين، والإِسلام، فتابعه هو وسبعة وثمانون إنسانًا من رجل وامرأة، وهذا بعد ما رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، فسمع ذلك يوسف بن ذي نواس بن شراحيل بن تُبّع بن اليشرح الحميري، فخدّ لهم في الأرض، فأوقد فيها، فعرضهم على الكفر، فمن أبى منهم أن يكفر قذفه في النَّار، ومن رجع عن دين عيسى عليه السلام لم يقذف في النَّار، وإن امرأة جاءت ومعها ولدها (٣) صغير لا يتكلم، فلما قامت على شفير الخندق (٤) نظرت إلى ابنها فرجعت عن النَّار، فضُربت


= انظر: "معجم ما استعجم" للبكري ٤/ ١٤٠١، "معجم البلدان" لياقوت ٥/ ٤٤٧.
(١) في (س): أنطياحوش.
(٢) فرمقه: نظر إليه. "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ١٢٦.
(٣) جاء في (س): ... ولدها صبي.
(٤) الشفير: الجانب والحافة.

<<  <  ج: ص:  >  >>