قال الكلبي: وذو نواس هو الذي قتل عبد الله بن الثامر (١)، وقد مضت القصة في الحديث المرفوع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ومما يزيده وضوحًا ما روى عطاء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّه قال: كان بنجران ملك من ملوك حمير يقال له: يوسف بن ذي نواس بن شراحيل في الفترة قبل مولد النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- بسبعين سنة، وكان في بلاده غلام يقال له: عبد الله بن ثامر، وكان أبوه سلّمه إلى معلم يعلمه السحر، فكره الغلام ذلك، ولم يجد بُدًّا من طاعة أَبيه، فجعل يختلف إلى المعلم، وكان في طريقه راهب حسن القراءة حسن الصوت فأعجبه ذلك، فكان يأتي المعلم آخر الغلمان، ويضربه المعلم ويقول: ما الذي حبسك. وإذا انقلب إلى أَبيه دخل على الراهب فيضربه أبوه ويقول: لم أبطأت. فشكى ذلك الغلام إلى الراهب، فقال له الراهب: إذا أتيت المعلم فقل: حبسني أبي، وإذا أتيت أَبَاك فقل: حبسني المعلم. وكان في تلك البلاد حيّة عظيمة قطعت الطريق على النَّاس، فمر بها الغلام فرماها فقتلها، فأحس الراهب بذلك فازداد به عجبًا وقال: أَنْتَ قتلتها؟ ! قال: نعم. قال: إن لك لشأنًا. وكان للملك ابن عم مكفوف البصر، فسمع بالغلام وقتله الحية، فجاءه مع قائد فقال: أَنْتَ قتلت الحية؟ قال: لا. قال: ومن قتلها؟ قال: الله. قال: ومن الله؟ قال: رب السماوات والأرض وما بينهما، ورب الشَّمس والقمر، والليل