للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والنهار، والدنيا والآخرة. قال: فإن كنت صادقًا فادع ربك حتَّى يَرُدَّ عليّ بصري. قال الغلام: أرأيت إن رد الله تعالى عليك بصرك أتؤمن به؟ قال: نعم. قال: اللهم إن كان صادقًا فاردد عليه بصره. فرد الله عز وجل عليه بصره، فرجع إلى منزله بلا قائد، ثم دخل على الملك، فلما رآه تعجب منه فقال: من صنع هذا؟ قال: الله. قال: ومن الله؟ قال: رب السماوات والأرض، وما بينهما، ورب المشارق والمغارب، ورب الشَّمس والقمر، والليل والنهار، والدنيا والآخرة. فقال له الملك: أخبرني من علمك هذا؟ فدله على الغلام فدعاه فكلمه، فإذا غلام عاقل، فسأله عن دينه، فأخبره بالإِسلام وبمن آمن معه، فهم الملك بقتلهم مخافة أن يبدلوا دينه، فأرسل بهم على ذِروة جبل وقال: ألقوهم من رأس الجبل. فذهبوا بالغلام إلى أطول جبل، فدعا الغلام ربه، فأهلكهم الله تعالى ونجاه، فغاظ الملك ذلك، ثم أرسل معهم رجالًا إلى البحر وقال: غرّقوهم. فدعا الغلام ربه عز وجل، فغرّقهم الله تعالى ونجاه وأصحابه، فدخل على الملك فقال: ما فعل أصحابك الذين أرسلتهم معك؟ فقال: أهلكهم الله تعالى ونجانا. فقال: اقتلوه بالسيف. فنبأ (١) السيف عنه، وفشى خبره بأرض اليمن، وعرفه النَّاس، وعظموه وعلموا أنَّه (٢) وأصحابه على الحق فقال الغلام للملك: إنك لا


(١) في (س): فتقاعد.
(٢) زاد بعدها في (س): هو.

<<  <  ج: ص:  >  >>