للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقدر على قتلي إلَّا أن تفعل ما أقول (١). قال: فكيف أقتلك؟ قال: تجمع أهل مملكتك وأنت على سريرك، وترميني بسهم باسم إلهي. ففعل الملك ذلك، ثم رماه باسم إلهه فأصابه فقتله، فقال النَّاس: لا إله إلَّا الله، عبد الله بن ثامر، ولا دين إلَّا دينه، فغضب الملك وأغلق الباب، يعني: باب المدينة، وأخذ أفواه السكك وخدّ أخدودًا وملأه نارًا، ثم عرضهم رجلًا رجلًا، فمن رجع عن الإِسلام تركه، ومن قال: ديني دين عبد الله بن ثامر ألقاه في الأخدود فأحرقه، وكان في مملكته امرأة أسلمت فيمن أسلم، ولها أولاد ثلاثة، أحدهم رضيع، فأخذهم، فقال لها الملك: ارجعي عن دينك وإلا ألقيتك وأولادك في النَّار. فأبت، فأخذ ابنها الأكبر فألقاه في النَّار، ثم قال لها: ارجعي عن دينك. فأبت، فألقى الثاني في النَّار، ثم قال لها: ارجعي عن دينك. فأبت، فأخذوا الصبي منها ليلقوه في النَّار، فهمّت المرأة بالرجوع، فقال لها الصبي: يَا أماه، لا ترجعي عن الإِسلام فإنك على الحق، ولا بأس عليك. فأُلقي الصبي في النَّار وألقيت أمه على أثره، فذلك قول الله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} (٢).

وقال الضحاك في هذِه الآية (٣): أحرق بُخت نصر قومًا من


(١) في (س): ما أقول لك.
(٢) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨٧، والخازن في "لباب التأويل" ٤/ ٤١٢، مختصرًا.
(٣) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٢٤٢، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨٧، كلاهما نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>