للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأرض كان رأسه يمس السماء حتَّى صلع، وأورث أولاده الصلع، ونفرت من طوله دواب البر، فصارت وحشيًّا (١) من يومه (٢)، وكان يسمع كلام أهل السماء ودعاءهم وتسبيحهم يأنس إليهم، فهابته الملائكة واشتكت نفسه، فنقصه الله تعالى إلى ستين ذراعًا بذراعه، فلما فقد آدم ما كان يسمع من أصوات الملائكة وتسبيحهم استوحش وشكى ذلك إلى الله عز وجل، فأنزل الله تعالى البيت (٣) ياقوتة من ياقوت الجنَّة لها (٤) بابان من زمرد أخضر باب شرقي، وباب غربي، وفيها (٥) قناديل من الجنَّة فوضعه على موضع البيت الآن، ثم قال: يا آدم، إني أهبطت لك بيتًا تطوف به كما يطاف حول عرشي، وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي. وأنزل عليه الحجر الأسود (٦) ليمسح به دموعه، وكان أبيض، فلما لَمَسَتْهُ الحيَّضُ في الجاهلية اسْوَدَّ (٧).


(١) في (ج): وحشًا.
(٢) في (ج)، (ش): من يومئذ.
(٣) من (ش).
(٤) في (ج): (له).
(٥) في النسخ الأخرى: وفيه، والمثبت من (س).
(٦) ساقطة من (ج).
(٧) "جامع البيان" للطبري ١/ ٥٤٦ - ٥٤٧، "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ١/ ٨٠، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ١/ ٣٨١ - ٣٨٣، "عرائس المجالس" للمصنف (ص ٥٧)، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٤٩١ - ١٥٠، "الدر المنثور" ١/ ٢٣٣ - ٢٥٢. حيث أورد رواياتٍ كثيرةً جدًّا، وكذلك الأزرقي في "أخبار مكة" ١/ ٣١ - ٣٢، ٣٦ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>