للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك إلى أيام الطوفان (١).

فرفعه الله عز وجل إلى السماء الرابعة، فهو البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، وبعث الله عز وجل جبريل عليه السلام حتى خبأ الحجر الأسود في جبل أبي قُبَيْسٍ صيانة له عن الغرق، فكان موضع البيت خاليًا إلى زمن إبراهيم عليه السلام (٢).

ثم إن الله تعالى أمر إبراهيم (بعدما) (٣) ولد له (٤) إسماعيل وإسحاق عليهما السلام ببناء (٥) بيت له يعبد ويذكر فيه، فلم يَدْرِ إبراهيم أين يبني، فسأل الله عز وجل أن يبين له موضعه، فبعث الله عز وجل إليه السكينة لتدله على موضع البيت، وهي ريح خجوج (٦) لها رأسان شبه (٧) الحية فتبعها إبراهيم عليه السلام حتَّى أتيا مكة، فتطوت السكينة على موضع البيت كتطوّي الحَجَفَةِ (٨)، وأُمِرَ إبراهيمُ عليه السلام أن


(١) "الدر المنثور" للسيوطي ١/ ٢٤٣.
(٢) "عرائس المجالس" للمصنف (ص ٧٦)، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٥٠، "الدر المنثور" للسيوطي ١/ ٢٤٠.
(٣) في (ش): بعد أن.
(٤) ساقطة من (ت).
(٥) في (ت): أن يبنى.
(٦) قال ابن الأثير: يقال: ريح خجوج، أي: شديدة المرور في غير استواء. وأصل الخجّ: الشق.
"النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ١١.
(٧) في (ش): تشبه.
(٨) الحَجَفة: التُّرس.
"النهاية" ١/ ٣٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>