وأما كون ليلة القدر ليلة أربع وعشرين، فقد جاء ذلك مرفوعًا وموقوفاً. فأما المرفوع فجاء: ١ - من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين" قال ابن كثير: إسناد رجاله ثقات. "تفسيره" ١٤/ ٤١١. ٢ - ومن حديث واثلة بن الأسقع، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان" رواه أحمد في مسنده ٥/ ٧٨ (١٦٥٣٦) وفي إسناده عمران بن دَوَار صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج. "التقريب" ١/ ٧٥١. وأمَّا الموقوف فقد جاء: ١ - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: التمسوا ليلة أربع وعشرين، رواه البخاري في "صحيحه" في كتاب فضل ليلة القدر باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر (٢٠٢٢) عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس. قال ابن حجر: جزم المزي بأن طريق خالد هذِه معلقة، والذي أظنه أنها موصولة بالإسناد الأول، وإنما حذفها أصحاب المسندات لكونها موقوفة. "فتح الباري" ٤/ ٢٦٢. ٢ - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: وأنزل القرآن على محمد - صلى الله عليه وسلم - في أربع وعشرين خلت من رمضان، رواه أبو يعلى في "مسنده" ٤/ ١٣٥ (٢١٩٠) وفيه سفيان بن وكيع، ضعيف. "الكاشف" ١/ ٤٤٩، وقد جاء ذلك عن ابن مسعود والحسن وقتادة وعبد الله بن وهب. انظر "تفسير ابن كثير" ١٤/ ٤١١. (١) الحاكم، ثقة، إمام، حافظ.