للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالغارة على نعم الناس، فأصابوا إبلًا لعبد المطلب، وكان نفيل صديقًا العبد المطلب فكلمه في إبله فكلم نفيل أبرهة، فقال: أيها الملك قد أتاك سيد العرب، وأفضلهم قدرًا، وأقدمهم شرفًا، يحمل على الجياد، ويعطى الأموال، ويطعم الناس. فأَدخله على أبرهة، فقال: حاجتك، قال: ترد على إبلي. قال: ما أري ما بلغني عنك إلا الغرور، وقد ظننت أنك تكلمني في بيتكم الذي هو شرفكم. فقال عبد المطلب: أردد على إبلي، ودونك والبيت، فإن له ربًّا سيمنعه. فأمر برد إبله عليه (١)، فلما قبضها قلّدها النعال، وأشعرها، وجعلها هديًا وبثّها في الحرم لكي يصاب منها شيء، فيغضب رب الحرم، وأوفى عبد المطلب على حراء ومعه عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، ومطعم بن عدي، وأبو مسعود الثقفي، فقال عبد المطلب:

لاهم أن المرء يمنع رحلها ... وحِلاله فامنع حِلالك

الأبيات.

قال: فأقبلت الطير من البحر أبابيل مع كل طير ثلاثة أحجار، حجران في رجليه، وحجر في منقاره، فقذفت الحجارة عليهم لا تصيب شيئًا إلَّا هشمته ولا تفك (٢) ذلك الموضع. وكان ذلك أول ما


(١) من (ب)، (ج).
(٢) في (ب)، (ج): نفط.

<<  <  ج: ص:  >  >>