للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بينهما بالجواهر، وجعل فيها ياقوتةً حمراء عظيمة، وجعل لها حُجَّاجًا، وكان يوقد بالمندلي (١)، ويَلْطَخ جدره بالمسك (٢) فيُسوِّدُها حتى تغيب الجواهر، وأمر الناس بحجه فحجه كثير (٣) من قبل العرب سنين، ومكث فيه رجال يتعبدون ويتألهون ونسكوا (٤) له، وكان نفيل الخثعمي يورض له ما يكره فأمهل فلما كان ليلة من الليالي لم ير أحدًا يتحرك (٥) فقام فجاء بعذرة فلطخ بها قبلته، وجمع جيفًا فألقاها فيه فأخبر أبرهة بذلك فغضب غضبًا شديدًا، وقال: إنما فعلت هذا العرب (٦) غضبًا لبيتهم، لأنقضنه حجرًا حجرًا، وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك وسأله أن يبعث إليه بفيله محمود، وكان فيلًا لم يرَ مثله في الأرض، عظمًا، وجسمًا، وقوة، فبعث به إليه فلما قدم عليه الفيل سار أبرهة بالناس، ومعه ملك حمير ونفيل بن حبيب الخثعمي، فلما دنا من الحرم أمر أصحابه


= كالقصعة، وهي التي تشبع الخمسة كما في "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ١٨٧، ولا مناسبة لها في هذا السياق.
(١) المندلي: عود الطيب الذي يتبخر به من غير أن يخص ببلدٍ. وهو نسبة إلى مندل بلد بالهند، والمندلي من العود: أجوده.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٦٥٤.
(٢) ساقط من الأصل، وأثبته من (ب)، (ج).
(٣) في (ج): كل كبير.
(٤) في (ج): وسكتوا.
(٥) ساقطه من (ج).
(٦) في الأصل: إنما هذا فعلت، والمثبت من (ب)، (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>