للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} أي: نحوه وقصده. قال الشاعر:

وأظْعَنُ بِالقَوم شَطْرَ المُلُو. . . ك حَتَّى إذَا خَفَقَ المِجْدَح (١)

أي: نحوهم. وهو نصب على الظرف و {الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} أي: المحرم، كالكتاب بمعنى المكتوب، والحساب بمعنى المحسوب {حَيْثُ مَا كُنْتُمْ} في بر أو بحرٍ، سَهْلٍ أو جَبَلٍ، شرقٍ أو غربٍ {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} فحولت القبلة في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين.

وقال مجاهد وغيره: نزلت هذِه الآية ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد بني سلمة -وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر- فتحول في الصلاة فاستقبل الميزاب وحول الرجال مكان النساء، والنساء مكان


(١) البيت لدرهم بن زيد الأنصاري. ورد في "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ١٩٨ (جَدَح)، "مجمل اللغة" لابن فارس ١/ ٤١٤ (جدح)، "أساس البلاغة" للزمخشري (ص ٣٩١)، "تاج العروس" للزبيدي ٦/ ٣٣٤ (جدح)، وهو في "الكشاف" للزمخشري ١/ ٢٠١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ١٦٢ غير منسوب.
وورد في بعض المصادر: (وأطعن) بالطاء المهملة.
و(المجدَح): نجم من النجوم كانت العرب تزعم أنَّها تُمطَر به، كقولهم الأنواء.
وجواب: إذا خفق المجدح في البيت الذي بعده، وهو:
أمرتُ صِحابي بأن ينزلوا. . . فناموا قليلًا وقد أصبحوا
"لسان العرب" لابن منظور ٢/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>