للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرجال، فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين (١).

قال ابن عباس: البيت كله قبلة، وقبلة البيت الباب، والبيت قبلة أهل المسجد، والمسجد قبلة أهل الحرم، والحرم قبلة أهل الأرض كلها (٢).

فلما حوِّلت القِبْلَة إلى الكعبة قالت اليهود: يا محمد، ما أمرت بهذا -يعنون: القبلة- وما هو إلا شيء تبتدعه من تلقاء نفسك، فتارة تصلي إلى بيت المقدس، وتارة إلى الكعبة، فلو ثبتَّ على قبلتنا لكُنَّا نرجو أن تكون صاحبنا الذي كنا ننتظره؛ ورأيناكم تطوفون بالحجارة المبنية (٣) -وأرادوا الكعبة- فأنزل الله عز وجل {وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ} (٤).

يعني: أمر الكعبة {الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} وأنها قبلة إبراهيم


(١) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٦٢، "لباب التأويل" للخازن ١/ ١٢١.
(٢) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" ٢/ ٩، ١٠ كتاب الصلاة، باب من طلب باجتهاده جهة الكعبة، من طريق عمر بن حفص المكي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا. وضعفه البيهقي بعمر بن حفص.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٢٧٠ وعزاه للبيهقي.
ورواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٢٢ من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس: البيت كله قبلة، وهذا قبلة البيت. يعني التي فيها الباب.
(٣) في (ج): تطوفون بالكعبة وهي حجارة مبنية.
(٤) "تفسير مقاتل" ١/ ٧٥، "الوسيط" للواحدي ١/ ٢٣٠، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٦٣، "لباب التأويل" للخازن ١/ ١٢٢.
وأخرج الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٢٣ جزءًا منه عن السدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>