للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: اذكروني في النعمة والرخاء أذكركم في الشدة والبلاء (١).

بيانه قوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤)} (٢).

وقال سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: إن العبد إذا كان دعَّاءً في السراء، فإذا نزل به البلاء قالت الملائكة: عبدك قد نزل به البلاء. فيشفعون له فيجيبه الله تعالى، وإذا لم يكن دعَّاءً قالوا: آلآن! فلا يشفعون له (٣): بيانه قصة فرعون: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ} الآية (٤).

وقيل: اذكروني بالتسليم والتفويض أذكركم بأصلح الاختيار، بيانه قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (٥).


= وكذلك الجزء الأخير من الحديث ليس عندهم، وإنما ورد في حديث آخر، رواه الترمذي وحسنه عن أنس مرفوعًا، وفيه: "يا ابن آدم إنَّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا لأتيتُك بقرابها مغفرة" كتاب الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار (٣٥٤٠).
وورد مثله أيضًا عن أبي ذرِّ مرفوعًا: رواه أحمد في "المسند" ٥/ ١٧٢ (٢١٥٠٥)، والدارمي في "سننه" (٢٨٣٠).
ومما سبق يتبيَّن أن المصنَّف ساق هذِه الأحاديث في سياق واحد، وأدخل بعضها في بعض.
(١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٦٧، والرازي في "مفاتيح الغيب" ٤/ ١٤٩، والخازن في "لباب التأويل" ١/ ١٢٦، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٦١٩.
(٢) الصافات: ١٤٣ - ١٤٤.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) يونس: ١٩.
(٥) الطلاق: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>