للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليهود، فهو قوله عز وجل: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} فمن تاب منهم ارتفعت اللعنة عنه فكانت فيمن بقي من اليهود (١).

وقال مجاهد: اللاعنون: البهائم (٢) تلعن عصاة بني آدم، إذا اشتدَّتِ السَّنَةُ وأمْسكَ القَطْرُ قالت: هذا بشؤم ذنوب بني آدم (٣).

وقال عكرمة: دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون: منعنا القَطْرَ بذنوب بني آدم (٤).

فإنما قال (٥) لهذِه الأشياء: اللاعنون، ولم يقل: اللاعنات؛ لأن من شأن العرب إذا وصفت شيئًا من البهائم والجمادات، وغيرها سوى الناس بما هو صفة الناس (٦) من قول أو فعل أن يخرجوه (٧) على مذهب بني آدم وجمعِهِمْ كقوله {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" ٤/ ٣٠٣ (٥١٩٢) من طريق السدي الصغير, عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن مسعود، وهذا إسنادٌ واهٍ.
(٢) ليست في (س).
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٥٧، وسعيد بن منصور في "سننه" ٢/ ٦٣٨ (٢٣٦) الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٥٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٦٩ (١٤٤٦) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
(٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٥٥ من طريق خصيف، عن عكرمة.
وذكره ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٦٩ (١٤٤٧)، والسيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٢٩٦ ونسبه إلى عبد بن حميد.
(٥) في (ت): يقال.
(٦) في (ت): للناس.
(٧) في (ت): يُجروه.

<<  <  ج: ص:  >  >>