للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن نبيك؟ وما دينك؟ فيقول: لا أدري! فيقال له: لا دريت، ثم يضرب ضربةً بمطرق؛ فيصيح صيحةً يسمعها كل شيء إلا الثقلين الإنس والجن، فلا يسمع صوته شيء إلا لعنه، فذلك قوله عز وجل: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (١).

وقال البراء بن عازب (٢): إن الكافر إذا وضع في قبره أتته دابة كأنَّ عينيها قِدْرَانِ من نحاسٍ معها عمود من حديد، فَتَضْرِبهُ ضربةً بين كتفيه، فيصيح صيحة (٣) فلا يسمع أحد صوته إلا لعنه، ولا يبقى شيء إلا سمع صوته غير الثقلين (٤).

وقال ابن مسعود: هو الرجل يلعن صَاحِبَهُ فترتفع اللعنةُ (٥) في السَّمَاء ثم تنحدر فلا تجد صاحبها الذي قيلت له أهلًا لذلك، فترجع إلى الذي تكلم بها فلا تجده أهلاً، فتنطلق فتقع على


(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٥٦ من طريق جويبر، عن الضحاك، بنحوه، وذكره الحيري في "الكفاية" ١/ ٢٩٦.
(٢) البراء بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري، الأوسي، له ولأبيه صحبة، واستُصغر يوم بدر، ورُوي عنه أنَّه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع عشرة غزوة -وفي رواية: خمس عشرة- نزل بالكوفة وابتنى بها دارًا، ومات بها سنة (٧٢ هـ).
"الاستيعاب" لابن عبد البر ١/ ٢٣٩، "أسد الغابة" لابن الأثير ١/ ٣٦٢، "الإصابة" لابن حجر ١/ ٤١١.
(٣) من (ت).
(٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٥٦ من طريق أسباط، عن السدّي، عن البراء.
(٥) ساقطة من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>