للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الأخطل:

فانعِقْ بضأنك يَا جريرُ فإنَّما ... منَّتْكَ نفسُك في الخلاءِ ضَلالًا (١)

فكما أنَّ هذِه البهائم تسمع الصوت ولا تفهمه ولا تنتفع به ولا تعقِل ما يُقال لها، كذلك الكافر لا ينتفع بوعظك إنْ أمرتَه بخيرٍ أو زجرته عن شر، غير أنَّه يسمع صوتك.

قال الحسن: يقول: مثلهم فيما قبلوا عن آبائهم وفيما أتيتهم به حيث لا يسمعونه ولا يعقلونه (٢)، كمثل راعي الغنم الذي ينعق بها، فإذا سمعت الصوت رفعت رؤوسها فاستمعت إلى الصوت والدعاء ولا تعقل منه شيئًا، ثم تعود بعدُ إلى مراتعها لم تفقه ما ناداها به (٣).

وقال بعضهم: معنى الآية: ومثل الذين كفروا في قلة فهمهم وعقلهم عن الله عز وجل وعن رسوله عليه السلام وسوء قبولهم عنهما، كمثل


(١) "ديوان الأخطل" (ص ١١٦)، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٦٤، "جامع البيان" للطبري ٢/ ٨٣، "الوسيط" ١/ ٢٥٥، والسمعاني في "تفسير القرآن" ٢/ ١٢٧، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٢١٢، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٢٣٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ١٩٨، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٦٥١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٢٣٣.
(٢) في (ت): يقبلونه.
(٣) ذكره ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٨٢، وعنه ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ١٤٧ بنحوه عن الحسن.
وانظر: "تفسير الحسن البَصْرِيّ" ١/ ٩٦ (١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>