للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنعوق به من البهائم التي لا تفقه من الأمر والنهي غير الصوت، فكذلك الكافر في قلة فهمه وسوء تفكره وتدبره فيما أمر به ونُهي عنه، فيكون المعنى للمنعوق به والكلام خارج على الناعق، وهو فاشٍ في كلام العرب يفعلون ذلك (١) ويقلبون (٢) الكلام لاتِّضاح المعنى عندهم، فيقولون: فلان يخافك كخوف الأسد، أي: كخوفه الأسد. ويقولون (٣): اعرض الحوض على الناقة، وإنما هو: اعرض الناقة على الحوض.

قال الله عز وجل: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} (٤). وإنَّما العصبة تنوء بالمفاتيح (٥).

وقال الشَّاعر:

لقد خفتُ حتَّى لا تزيدَ مخافتي ... على وعِلٍ في ذي المطارةِ عاقلِ (٦)


(١) ساقطة من (ج).
(٢) في (ن): يقبلون.
(٣) في (ت): وتقول.
(٤) القصص: ٧٦.
(٥) في (ت): بالمفاتح.
(٦) البيت للنابغة الذبياني في "ديوانه" (ص ٩٤). "معاني القرآن" للفراء ١/ ٩٩، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٦٥، "مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ١٩٧).
أراد بهذا البيت: أن خوفه شديد، كخوف الوعل النافر في رأس الجبل. وذو المطارة بفتح الميم: اسم جبل. وعاقل: قد عقل في رأس الجبل، لجأ إليه واعتصم به وامتنع.

<<  <  ج: ص:  >  >>