للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المشرق، وزعم كل فريق منهم أن البرَّ في ذلك، فأخبر الله تعالى أن البر غير دينهم وعملهم، ولكن ما بيناه في هذِه الآية، وعلى هذا القول قتادة (١)، والربيع (٢) ومقاتل بن حيان (٣)، وعوف الأعرابي (٤).

وقال الآخرون: إن (٥) المراد بهذِه الآية المؤمنون، وذلك أن رجلًا سأل النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- عن البر؟ فأنزل الله تعالى هذِه الآية، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك الرَّجل فتلاها عليه، وقد كان الرَّجل قبل نزول (٦) الفرائض إذا شهد أن لا إله إلَّا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وصلى الصلاة إلى أي ناحية كانت ثم مات على ذلك وجبت له الجنة، فلما هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونزلت الفرائض، (وصرفت القبلة إلى الكعبة، وحدّت الحدود) (٧) أنزل الله تعالى هذِه


(١) رواه عبد الرَّزّاق في "تفسير القرآن" ١/ ٦٦، ومن طريقه رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٩٤.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٩٥، وذكره ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٨٥.
(٣) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٧٨، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٢/ ٣. وقد ذكر ابن أبي حاتم أنَّه روي عن مقاتل نحو قول ابن عباس الآتي.
(٤) عوف ذكره إسماعيل الحيري في "الكفاية" -رسالة دكتوراه لعلي التويجري الجامعة الإِسلامية- ١/ ١١٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٧٨، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٢/ ٣.
(٥) من (أ).
(٦) ساقطة من (ح).
(٧) في (ح): وحدت الحدود، وصرفت القبلة إلى الكعبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>