للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَمَنِ اعْتَدَى} أي (١): ظلم وتجاوز الحد {بَعْدَ ذَلِكَ} فقتل بعد أخذه (٢) الدية. قال الحسن: كان الرجل في الجاهلية إذا قتل قتيلًا فرّ إلى قومه؛ فيجيء قومه فيصالحون بالدية، فيقول ولي المقتول: أنا (٣) أقبل الدية حتى يأمن القاتل، ويخرج فيقتله، ثم يرمي إليهم بالدية (٤)، فذلك الاعتداء (٥).

{فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}: يقتل في الدنيا، ولا يعفى عنه.

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا أعافي (٦) رجلًا قتل بعد أخذه (٧)


(١) ساقطة من (ش)، (ح).
(٢) في (ح): أخذته. وفي (أ): أخذ.
(٣) في (ش)، (ح)، (أ): إني.
(٤) في (أ): الدية.
(٥) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ١١٢، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٣٢٥ (١٧٢٢) ورواه أيضًا وكيع وعبد بن حميد كما في "الدر المنثور" للسيوطي ١/ ٣١٧.
(٦) ورد في رواية أحمد وأبي داود: (لا أعفى). قال ابن الأثير: ومنه حديث القصاص: (لا أعْفى ... ) هذا دعاء عليه؛ أي لا كثر ماله ولا استغنى.
"النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٢٦٦.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (عفى) ٩/ ٢٩٦ وقال السندي: وهذا المعنى يدل على أن (أَعْفَى) ماض مبني للمفعول وهو كذلك في نسخ صحيحة. وفي بعض النسخ والأصول الصحيحة بضم الهمزة، وكسر الفاء، أي بصيغة المتكلم من الإعفاء لغة في العفو، أي: لا أدعه، ولا أتركه، بل أقتص منه.
"عون المعبود" ٦/ ١٤٦ وفي باقي المصادر (لا أُعَافي). قال المناوي: لا أُعَافي بضم الهمزة، وكسر الفاء، لا أترك القتل عمن قتل بعد أخذ الدية. "فيض القدير" ٦/ ٤٩٣.
(٧) في (ح): أخذته. وفي (أ): أخذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>