للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويفيضوا منها إلى جمع مع سائر النَّاس، فأخبرهم أنها سنة إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السَّلام (١).

وقال بعضهم: المخاطبون بهذِه الآية المسلمون كلهم. والمَعْنِيُّ بقوله (٢) تعالى: {مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} جمع؛ أي: ثم أفيضوا من جمع إلى منى. وهذا القول أشبه بظاهر القرآن؛ لأنَّ (٣) الإفاضة من عرفات قبل الإفاضة من جمع بلا شك، فكيف يسوغ أن يقول (٤): فإذا أفضتم من عرفات، فاذكروا الله، ثم أفيضوا من عرفات. إلَّا أن جمهور أهل التأويل على ما ذكرنا قبل (٥)، ووجهه (٦)


(١) رواه البُخاريّ في كتاب الحج، باب الوقوف بعرفة (١٦٦٥)، وفي كتاب التفسير، باب قوله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (٤٥٢٠)، ومسلم في كتاب الحج، باب الوقوف وقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (١٢١٩) من حديث عائشة رضي الله عنها.
ورواه البُخاريّ في كتاب الحج، باب الوقوف بعرفة (١٦٦٤)، ومسلم -في الموضع السابق- (١٢٢٠) من حديث جبير بن مطعم - رضي الله عنه -.
كما وردت آثار عن جماعة من التّابعين بنحو ما ورد عنهما.
انظر "تفسير القرآن" لعبد الرَّزاق ١/ ٧٩، "جامع البيان" للطبري ٢/ ٢٩٢ - ٢٩٣، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٢/ ٢٥٩ - ٢٦٠، "العجاب في بيان الأسباب" لابن حجر ١/ ٥٠٧ - ٥٠٩.
(٢) في (ز): في قوله.
(٣) في (ش): لأنَّه.
(٤) في (أ): يقال.
(٥) في (ح): قبله.
(٦) في (ش): ووجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>