للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يأتيهم الله بظلل من الغمام وبالملائكة، أو مع الملائكة (١)، وعلى هذا التأويل زال الإشكال وسهل الأمر.

وأجرى الباقون الآية على ظاهرها ثم اختلفوا فِي تأويلها، ففسرها (٢) قوم على الإتيان الذي هو الانتقال من مكان (إِلَى مكان) (٣)، وأدخلوا فيه: بلا كيف. واتبعوا فيه ظواهر أخبار وردت لم يعرفوا تأويلها. قلت (٤): وهذا غير مرضي (من القول) (٥)، لأنه إثبات المكان لله تعالى، وإذا كان متمكنًا وجب أن يكون محدودًا، متناهيًا، ومحتاجًا فقيرًا (٦) وتعالى الله عز وجل عن ذلك علوًّا كبيرًا (٧).


(١) "تأويلات أهل السنة" للماتريدي ١/ ٤٣٦، "الكفاية" للحيري ١/ ١٥٣ - ١٥٤، "حروف المعاني" للزجاجي (ص ٨٤).
(٢) فِي (ش)، (ح): ففسره. وفي (أ): وفسره.
(٣) ساقطة من (أ).
ذكره الطبري فِي "جامع البيان" ٢/ ٣٢٩، وانظر"مجموع الفتاوى" ١٦/ ٣٩٨.
(٤) ساقطة من (ح).
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) ساقطة من (أ).
(٧) أمسك السلف الصالح عن الخوض فِي مثل هذا الكلام، أو إطلاق هذِه الألفاظ. قال شيخ الإِسلام ابن تيمية: وأصل ذلك أنَّهم أتوا بألفاظ ليست فِي الكتاب ولا فِي السنة، وهي ألفاظ مجملة، مثل: متحيز، ومحدود، وجسم، ومركب. ونحو ذلك، ونفوا مدلولها، وجعلوا ذلك مقدمة بينهم مسلمة. . والصواب ما عليه أئمة الهدى، وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، ولا يتجاوز القرآن والحديث، ويتبع فِي ذلك سبيل السلف الماضين أهل العلم والإيمان. والمعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات، فتكون من باب تحريف الكلم عن مواضعه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>