للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معنى قول الحسن البَصْرِيّ (١).

وقالت طائفة من أهل الحقائق: إن الله عز وجل يحدث فعلًا يسميه إتيانًا كما أحدث فعلًا سماه نزولًا (٢) وأفعاله بلا آلة وعلة (٣).


(١) ذكره أبو منصور الماتريدي فِي "تأويلات أهل السنة" ١/ ٤٣٥.
(٢) فِي (ش): نزلًا.
(٣) فِي (ش)، (ح)، (أ): ولا علة.
ونقل هذا الكلام البيهقي ونسبه إِلَى أبي الحسن الأَشْعريّ. "الأسماء والصفات" ٢/ ١٩٤.
ونقل بعض علماء السنة عن ابن فورك قوله: إن استواء الله عز وجل على العرش عند أبي الحسن من صفات الأفعال، وكذلك المجيء فِي قوله -صلى الله عليه وسلم-: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)} وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ}.
انظر: "الحجة فِي بيان المحجة" لقوام السنة ٢/ ١١٢.
والثابت فِي تصانيف أبي الحسن المتأخرة أنَّه قد رجع عن ذلك، فقد قال: جملة ما عليه أهل الحديث والسنة. . ويقرون أن الله سبحان يجيء يوم القيامة كما قال: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)} [الفجر: ٢٢] وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء كما قال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد} [ق: ١٦] وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلَّا بالله.
"مقالات الإِسلاميين" ١/ ٣٤٥ - ٣٥٠.
وقال أَيضًا: وديانتنا التي بها ندين: التمسك بكتاب الله، وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وما روي عن السادة الصحابة والتابعين، وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أبو عبد الله -أَحْمد بن محمَّد بن حنبل نَضَّر الله وجهه- قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون؛ لأنه الإِمام الفاضل والرئيس الكامل.
"الإبانة فِي أصول الديانة" (ص ٢٠ - ٢١).
وانظر: "تبيين كذب المفتري" لابن عساكر (ص ١٥٧ - ١٥٨)، "مختصر العلو" للذهبي (ص ٢٣٦ - ٢٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>