للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: ويحتمل أن يكون معنى الإتيان ها هنا راجع إِلَى الجزاء، فسمى الجزاء إتيانًا كما سمى التخريب والتعذيب (١) فِي قصة نمرود (٢) إتيانًا، قال عز وجل: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} (٣) وقال فِي قصة بني النضير (٤): {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} (٥) وقال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا} الآية (٦) وإنما احتمل الإتيان هذِه المعاني؛ لأن أصل الإتيان عند أهل اللسان هو: القصد إِلَى الشيء (٧). فمعنى الآية: هل ينظرون إلَّا أن يظهر الله عز وجل فعلًا من أفعاله مع خلق من خلقه، فيقصد إِلَى مجازاتهم، ويقضي فِي أمرهم ما (٨) هو قاض، ويجازيهم على فعلهم، ويمضي فيهم ما أراد (٩)، يدل عليه:


(١) فِي (أ) زيادة: والتأويل.
(٢) فِي (ح): نمروذ.
(٣) النحل: ٢٦.
(٤) فِي (س)، (ش)، (ح): النظير.
(٥) الحشر: ٢.
وفي (ش) زيادة: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَار}.
وفي (ح) زيادة: الآية.
(٦) ساقطة من (أ)، وفيها زيادة: {وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: ٢٧].
(٧) فِي (ش): شيء.
(٨) فِي (ش): بما.
(٩) أورده بنصه القرطبي فِي "الجامع لأحكام القرآن" ٣/ ٢٦.
وهو قريب مما ذكره الطبري فِي "جامع البيان" ٢/ ٣٣٠، وهو نحو قول الزجاج فِي "معاني القرآن" ١/ ٢٨٠، وانظر "معاني القرآن" للنحاس ١/ ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>