للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما حرم عليهم شيء أشد من الخمر. قال (١): فأخرجنا الحِباب (٢) إلى الطريق، فصببنا ما فيها، فمنا من كسر حبه، ومنا من غسله بالماء والطين، ولقد غودرت أزقة المدينة بعد ذلك حينًا، كما مطرت استبان (٣) فيها (٤) لون الخمر، وفاحت منها ريحها (٥).

فأما مائية الخمر فاختلف العلماء (٦) فيه (٧)، فقال بعضهم: هو خاص فيما اعتصر من الحبلة (٨) والنخلة، فغلى بطبعه دون عمل النار فيه، (وأن ما) (٩) سوى ذلك فليس بخمر، وهذا مذهب سفيان الثوري (١٠)، وأبي حنيفة، وأبي يوسف، وأكثر أهل الرأي (١١).


(١) ساقطة من (ح).
(٢) الحُبُّ: الجَرَّة الضخمة. والحُب: الخابية، والجمع أحباب، وحببة، وحِباب.
"لسان العرب" لابن منظور ٣/ ١١ (حبب).
(٣) في (أ): يستبان.
(٤) في (ح)، (أ): منها.
(٥) لم أجده عن أنس بهذا اللفظ، وسيأتي نحوه من طريق ثابت عنه، وذكره مثله البغوي عن ابن عمر.
وانظر: "معالم التنزيل" ١/ ٢٥٠.
(٦) في (ش)، (ح)، (أ): الفقهاء.
(٧) في (أ): فيها. وفيها زيادة: فقال بعضهم: هو ريحها.
(٨) في (ش): العنبة. والكلمة غير واضحة في (ز)، وكتب في هامشها: العنبة.
(٩) في (ز): وما.
(١٠) "اختلاف العلماء" لمحمد بن نصر المروزي (ص ٢٠٤)، "بداية المجتهد" لابن رشد ٢/ ٩١٢.
(١١) "مختصر الطحاوي" (ص ٢٧٨)، "شرح معاني الآثار" للطحاوي ٤/ ٢١٢، "أحكام القرآن" للجصاص ١/ ٣٢٤، ٢/ ٤٦١، "المبسوط" للسرخسي ٤/ ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>