والمعالم الآتية توضّح لنا منهج الثعلبي في تفسيره لآيات الأحكام وعرضه للمسائل الفقهيَّة:
١ - الإمام الثعلبي شافعي المذهب كما سبق تفصيله عند الكلام عن مذهبه الفقهي. ومع ذلك لا ترى أدنى مظهر من مظاهر التعصب لديه. بل تراه يذكر المذهب الشافعي، ويذكر أدلته من الكتاب، والسنة، ثم يرد على المخالفين بكل موضوعية وأدب.
٢ - يبسط الثعلبي المسائل الفقهية التي تتعلّق بالآية، ويتوسَّع فيها، وخاصةً المسائل الخلافية المشهورة.
٣ - ينسب المذاهب والأقوال إلى أصحابها في الغالب ولا يقتصر على نسبة الأقوال إلى أصحاب المذاهب المشهورة، بل ينسب القول إلى من قال به من الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم من أصحاب المذاهب.
٤ - يبدأ بتقرير القول الراجح لديه، فيذكر أدلته من الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس. ثم يذكر أدلة القول الآخر دليلًا، دليلًا.
ويرد ويجيب عن كل دليل بكل علمٍ، وأدب.
فهو يعرض المسائل الفقهية بأسلوب الفقه المقارن.
٥ - يبني الثعلبي ترجيحه على الأدلة الشرعية. ولا يجرِّد الأقوال من أدلتها، أو يرجِّح تقليدًا، أو تعصبًا. بل يذكر الأقوال بأدلتها، ويرجِّح ما