للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو عبيد في هذِه الآية: هذا عندي أصل للشاهد (١) الذي يفعله الرفاق (٢) في الأسفار، ألا ترى أنهم يخرجون النفقات بالسوية، ويتباينون في قلة المطعم وكثرته (٣)، فلما جاء هذا في أموال اليتامى واسعًا كان في غيرهم بحمد الله واسعا (٤).

ثم قال الله (٥) تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ} لأموالهم (٦) {مِنَ الْمُصْلِحِ} لها؛ فاتقوا الله في مال (٧) اليتيم، ولا تجعلوا مخالطتكم إياهم ذريعة إلى فساد (٨) أموالهم، وأكلها بغير حق.

{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ}: لضيق عليكم، وآثمكم في مخالطتهم (٩).

فقال ابن عباس: ولو شاء الله لجعل ما أصبتم من أموال اليتامى موبقًا (١٠).

وأصل العَنَت: الشدة والمشقة، يقال: عقبة (١١) عَنُوت؛


(١) في (ش): المشاهد. وفي (أ): الشاهد.
(٢) في (ش) زيادة: في العادة. وفي (ز) زيادة: من العادة.
(٣) في (ح): وكثرتهم.
(٤) "الناسخ والمنسوخ" له (ص ٢٤٠).
(٥) من (أ).
(٦) في (ش): في أموالهم.
(٧) في (ش): أموال.
(٨) في (ش)، (ح)، (أ): إفساد.
(٩) "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٨٣).
(١٠) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٣٧٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٣٩٦ (٢٠٩١)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٤٥٧ إلى عبد ابن حميد، وابن المنذر.
(١١) في (أ): عنتة.

<<  <  ج: ص:  >  >>