وقول المصنف: نزلت هذِه الآية في جميلة ... ليس في الروايات السابقة ما يفيد أن هذِه القصة كانت سبباً لنزول الآية؛ لكان روى الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٤٦٢ من طريق سنيد، عن ابن جريج قال: نزلت هذِه الآية في ثابت بن قيس وفي حبيبة ... وقول المصنف: فأتت أباها فشكت .. فلما رأت أن أباها لا يشكيها. لم أجده في المصادر السابقة. وعلق عليه الحافظ في "العجاب في بيان الأسباب" ١/ ٥٨٥ بقوله: ويؤكد ما ذكره -أي: الثعلبي- من أنها بنت عبد الله بن أبي لا أخته قوله: إنها شكت إلى أبيها؛ لأنَّ والد عبد الله لم يكن موجوداً إذ ذاك. قلت: قول الحافظ هنا يخالف ما رجحه في "الإصابة" كما تقدم. وقوله: قالت: نعم وأنا أزيده، قال لها: "حديقته فقط". ورد هذا في مرسل عطاء: رواه أبو داود في "المراسيل" (ص ١٩٩) (٥٦٨)، وعبد الرزاق في "مصنفه" ٦/ ٥٠٢ (١١٨٤٢)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" ٦/ ٥٠٤ (١٨٧١١)، والبيهقيُّ في "السنن الكبرى" ٧/ ٣١٤. وفي مرسل أبي الزبير: رواه الدارقطني في "السنن" ٣/ ٢٥٥، والبيهقيُّ في "السنن "الكبرى" ٧/ ٣١٤. وقال ابن حجر: ورجال إسناده ثقات، وقد وقع في بعض طرقه: سمعه أبو الزبير من غير واحد، فإن كان فيهم صحابي، فهو صحيح؛ وإلا فيعتضد بما سبق. "فتح الباري" ٩/ ٤٠٢. (١) ساقطة من (ش)، (ح). (٢) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٧٤، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ١٩١). (٣) روى عبد الرزاق في "مصنفه" ٦/ ٤٨٤ (١١٧٦٣)، ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٤٦٠ عن معمر وأيوب أنهما اطلعا على مصحف أُبيّ، وفيه: (إلا أن يظنا). وعزاها إليه الفراء في "معاني القرآن" ١/ ١٤٥ - ١٤٦، والكرماني في "شواذ القراءة" (٤٠ أ)، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٢/ ٢٠٧.