للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - ذكر شيخ الإِسلام ابن تيمية أنَّ البغوي صان تفسيره من الموضوعات، والبدع.

فقد سئل ابن تيمية عن أي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة، الزمخشري، أم القرطبي، أم البغوي، أم غير هؤلاء؟ فأجاب قدَّس الله روحه: وأمَّا التفاسير المسئول عنها، فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة البغوي، لكنه مختصر من تفسير الثعلبي، وحذف الأحاديث الموضوعة، والبدع التي فيه، وحذف أشياء غير ذلك (١).

ويقول كذلك: والبغوي مختصر من تفسير الثعلبي، لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة (٢).

ولكنَّ السؤال الذي يرد في هذا المقام هو: هل صان البغوي فعلًا كتابه عن كل حديث موضوع، ورأي مبتدع؟

والجواب: أنَّ البغوي حاول في مواطن كثيرة نبذ الأحاديث الموضوعة والمنكرة في تفسيره. ومن أهمها ما كان يرويه الثعلبي من فضائل السور في مقدمة كل سورة.

كما حذف أَيضًا كثيرًا من الأحاديث التي وردت في تفسير الثعلبي من أخبار الشيعة، عند آية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} (٣) وآية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ


(١) "مجموع الفتاوى" ١٣/ ٦٨.
(٢) "مجموع الفتاوى" ١٣/ ٣٥٤ وانظر: "مقدمة في أصول التفسير" (ص ٦٦).
(٣) سورة المائدة: (٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>