للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الطَّويل الموضوع في فضائل سورة فمُسلّمَ، وإن أراد غير ذلك فلستُ موافقًا لشيخ الإِسلام؛ لأنه ذكر في كتابه الموضوعات والإسرائيليات بكثرة، اللهم إلا أن يُقال: إنَّه أقلّ من تفسير الثعلبي في الموضوعات والإسرائيليات (١).

والإمام البغوي كان في تفسيره مع ركب المفسرين في إيراد الإسرائيليات، والأحاديث غير الصحيحة، ولم يسلك مسلك المحدثين في هذا، رغم أنَّه كان من علماء الحديث البارزين. وهو في هذا يتبع أصل كتابه تفسير "الكشف والبيان" الذي اعتمده أصلًا له، وتناوله بالاختصار والتهذيب، وبالزيادة والإضافة.

والحاصل أنَّ البغوي باختصاره لتفسير الثعلبي قد أَبان عن أهمية هذا التفسير الذي اتخذه أصلًا له. وهو -أعني البغوي- وإن حاول التعديل نوعًا ما في "الكشف والبيان" إلا أنَّه مع ذلك تبقى معظم مادة تفسير البغوي إنما هي من تفسير الثعلبي "الكشف والبيان"، وهو برهان واضح على أهمية "الكشف والبيان" وقيمته العلمية العالية.

ب- ولم يكن الإِمام البغوي هو الوحيد الذي قام باختصار "الكشف والبيان" بل قام غيره أَيضًا بهذا العمل، حيث اختصره: ابن أبي رندقة محمَّد بن الوليد بن محمَّد القُرشيّ الطرطوشي (ت ٥٢٠ هـ) بعنوان "مختصر الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي".


(١) "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" (ص ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>