للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد سجَّل العلماء هذا المأخذ على الثعلبي ونقدوه فيه ومن هؤلاء ابن الجوزي حيث يقول رحمه الله عنى"الكشف والبيان": ليس فيه ما يُعاب به إلا ما ضمَّنه من الأحاديث الواهية التي هي في الضعف متناهية، خصوصًا في أوائل السور (١).

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو من أوسع من تكلَّم في الثعلبي وتفسيره: لقد أجمع أهل العلم بالحديث أنَّه -أي: الثعلبي- روى طائفة من الأحاديث الموضوعة، كالحديث الذي يرويه في أول كل سورة، وأمثال ذلك، ولهذا يقال: هو كحاطب ليل (٢).

ويقول رحمه الله: والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين، وكان حاطب ليل، ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع (٣).

ويقول الكتَّاني في "الرسالة المستطرفة" عند الكلام عن الواحدي تلميذ الثعلبي: ولم يكن له ولا لشيخه الثعلبي كبير بضاعة في الحديث، بل في تفسيرهما وخصوصًا الثعلبي أحاديث موضوعة وقصص باطلة (٤).

ولا شكَّ أن الثعلبي رحمه الله عليه قد أخطأ في رواية هذِه


(١) نقله عنه ابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة" ٤/ ٢٨٣.
(٢) "منهاج السنة النبوية" ٤/ ٤. وانظر أَيضًا نفس الكتاب ٤/ ٨٢.
(٣) "مجموع الفتاوى" ١٣/ ٣٥٤.
(٤) "الرسالة المستطرفة" (ص ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>