للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأحوال الأمم السابقة.

يقول الدكتور الذهبي: ثم إنَّ هناك ناحية أخرى يمتاز بها هذا التفسير، هي التوسع إلى حد كبير في ذكر الإسرائيليات، بدون أن يتعقَّب شيئًا من ذلك أو ينبِّه على ما فيه رغم استبعاده وغرابته، وقد قرأت فيه قصصًا إسرائيلياً نهاية في الغرابة (١).

والحقيقة أنَّ الثعلبي بصنيعه هذا لم ينفرد أو يشذ عن ركب المفسرين، إذ لم يخل كتاب من كتب التفسير من الإسرائيليات كما سبق عند الكلام عن ذلك في منهج المصنف وعلى رأس هؤلاء الإمامان أبو جعفر الطبري، وابن أبي حاتم، وهما الإمامان الناقدان البصيران بالصحيح والسقيم.

وكثير من الإسرائيليات التي ذكرها الثعلبي قد ذكرها قبله ابن جرير الطبري وغيرهُ (٢).

فقصة هاروت وماروت، وقصة آدم وحواء وخروجهما من الجنَّة وإهباطهما إلى الأرض، وغير ذلك، معظم رواياتها الموجودة في "الكشف والبيان" نقلها المفسرون قبله وبعده.

حتَّى البغوي الذي اختصر "الكشف والبيان" وذكر عنه بعض العلماء أنَّه صان كتابه مما وقع فيه الثعلبي هو الآخر قد وقع في


(١) "التفسير والمفسرون" ١/ ٢٣١.
(٢) انظر: "ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير" د. محمد بكر إسماعيل (ص ٥٢) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>