للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جزم بالجزاء.

قوله (١): {مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} أدخل (ش) للتبعيض. علقه بالمشيئة ليكون العباد فيها على وجل ولا يتكلوا. وقال نحاة البصرة: معناه: الإسقاط، تقديره: ويكفر (٢) عنكم سيئاتكم (٣) {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.

قال أهل المعاني: هذِه الآية في صدقة التطوع، لإجماع العلماء أن الزكاة المفروضة إعلانها أفضل (٤)، كالصلاة المكتوبة في الجماعة أفضل من إفرادها، وكذلك سائر الفرائض لمعنيين: أحدهما: ليقتدي به الناس. والثاني: إزالة التهمة، لئلا يُسيء الناس به الظَّنَّ، ولا رياء في الفرض. فأما النوافل والفضائل فإخفاؤها أفضل؛ لبعدها من الرياء والآفات، يدل على صحة هذا التأويل:

[٦٢٨] ما أخبرنا ابن فنجويه (٥)،


(١) ساقطة من (ح).
(٢) في (ح)، (ز)، (أ): ونكفر.
(٣) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣/ ٩٣، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ١/ ١١٥ - ١١٦، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٣٦٧، وقال: وحكى الطبري عن فرقة أنها قالت: (ش) زائدة في هذا الموضع. وذلك منهم خطأ.
(٤) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣/ ٩٤، "أحكام القرآن" لابن العربي ١/ ٢٣٦، "فتح الباري" لابن حجر ٣/ ٢٨٩.
(٥) في (ح): أبو عبد الله بن فنجويه هو الدينوري.
وهو الحسين بن محمد بن فنجويه أبو عبد الله الثقفي، ثقة صدوق، كثير الرواية
للمناكير.

<<  <  ج: ص:  >  >>