للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاستأمرته (في ذلك) (١)، فأنزل الله عز وجل هذِه الآية (٢). فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -بعد نزول هذِه الآية أن تتصدق عليهما، وأعطتهما ووصلتهما (٣).

قال الكلبي: ولها وجه آخر، وذلك أن ناسًا من المسلمين كانت لهم قرابة وأصهار ورضاع في اليهود، وكانوا ينفعونهم قبل أن يسلموا، فلما أسلموا كرهوا أن ينفعوهم، وأرادوهم على أن يسلموا، فاستأمروا


(١) ساقطة من (ح).
(٢) في (ح): فأنزل الله تبارك وتعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ}. وفي (أ): فنزلت هذِه الآية.
(٣) ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٩٠)، وابن حجر في "العجاب في بيان الأسباب" ١/ ٦٣٢، وانظر "تنوير المقباس" للفيروزآبادي (ص ٣٢).
وذكره السمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ٢٣٣ دون عزو لأحد. وأورد نحوه مقاتل ابن سليمان في "تفسيره" ١/ ١٤٤ لكن قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صلة جدها أبي قحافة، وعن صلة امرأته.
وقد روى البخاري كتاب الهبة، باب الهدية للمشركين (٢٦٢٠)، وكتاب الجزية والموادعة، باب إثم من عاهد ثم غدر (٣١٨٣)، وكتاب الأدب، باب صلة الوالد المشرك، وباب صلة المرأة أمها ولها زوج (٥٩٧٨، ٥٩٧٩) ومسلم، كتاب الزكاة باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج (١٠٠٣) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء قالت: قدمت على أمي، وهي مشركة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصِلُ أمي؟ قال: "نعم، صلي أمك" هذا لفظ البخاري، وليس في الحديث بطرقه ورواياته، أنه نزل في أسماء وأمها قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ}. وما أورده الكلبي من أن أسماء اعتمرت فجاءتها أمها، يخالف ما في الصحيحين أنها هي التي قدمت المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>