للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال آخرون (١): هو أمر ندب، إن شاء أشهد وإن شاء لم يُشْهِد.

ثم قال الله: {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} هو نهي على (٢) الغائب، وأصله: يضارر؛ فأدغمت الراء في الراء، ونصبت بحق التضعيف؛ لاجتماع الساكنين، والفتح أخف الحركات فحركت إليه (٣).

فأما تفسير الآية: فأجراها بعضهم على الفعل المعروف. وقال: أصله يضارِرُ بكسر الراء، وجعل الفاعل الكاتب والشهيد، ومعناه: ولا يضارّ كاتب؛ فيكتب ما لم يملل عليه يزيد أو ينقص أو يحرف، ولا شهيد؛ فيشهد بما لم (٤) يستشهد عليه، أو يمتنع من إقامة الشهادة، وهذا قول طاوس (٥)، والحسن (٦)،


= والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ١١١ (٢٨٨)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ١٤٥، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص ٢٢٢) كلهم من طريق عبد الملك بن أبي نضرة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري: أنه تلا هذِه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} حتى بلغ: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} فقال: هذِه نسخت ما قبلها.
(١) في (ح): الآخرون.
(٢) زيادة من (ش).
(٣) "جامع البيان" للطبري ٣/ ١٣٥، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣٤٧ - ٣٤٨.
(٤) ساقطة من (ش).
(٥) رواه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١١١، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٣٤ - ١٣٥، وذكره النحاس في "معاني القرآن" ١/ ٣٢٢.
(٦) رواه الطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٣٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٥٦٧ (٣٠٢٣)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>