للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: "فلعلكم تقولون كما قالت بنو إسرائيل لموسى: سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا" فقالوا: سمعنا وأطعنا.

واشتد ذلك عليهم، فمكثوا بذلك حولًا، فأنزل الله الفرج، والراحة بقوله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} الآية.

فنسخت هذِه الآية ما قبلها (١)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله -عز وجل- قد


(١) جمعه المصنف -كعادته- من أحاديث وآثار، منها ما رواه مسلم كتاب الإيمان، باب بيان أنه -سبحانه وتعالى - لم يكلف إلا ما يطاق (١٢٥)، والإمام أحمد في "المسند" ٢/ ٤١٢ (٩٣٤٤)، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٤٣، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ٤/ ٣١٤، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٥٧٣ - ٥٧٤ (٣٠٦٠، ٣٠٦١)، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ١/ ٣٥٠ (١٣٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ١/ ٢٩٥ (٣٢٧)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٩٤)، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص ٢٢٦ - ٢٢٧)، كلهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة به بنحوه.
ومنها ما رواه البخاري كتاب التفسير، باب سورة البقرة (٦٥٤٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ١/ ٢٩٧ (٣٣٠)، كلاهما من طريق مروان بن الأصفر، عن رجل من الصحابة قال: أحسبه عن ابن عمر به بنحوه مختصرًا.
ومنها ما رواه آدم بن سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وسيأتي تخريجه. وأورد ابن حجر في "العجاب في بيان الأسباب" ١/ ٦٥٤، كلام المصنف بنصه، ثم قال: وهذا من عيوب كتابه، ومن تبعه عليه؛ يجمعون الأقوال عن الثقات وغيرهم، ويسوقون القصة مساقًا واحدًا على لفظ من يرمى بالكذب، أو الضعف الشديد، ويكون أصل القصة صحيحًا، والنكارة في ألفاظ زائدة، كما في هذِه القصة من تسمية الذين ذكروا.
قلت: روى أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (ص ٢٧٥) (٥٠٥) من طريق عطاء الخراساني. والطبراني في "مسند الشاميين" ٣/ ٣٢٦ (٢٤١٥) من طريق عكرمة، كلاهما عن ابن عباس به بنحوه، وفيه تسمية الصحابة المذكورين عند المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>