ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" ٢/ ٢٠٨ (٢٢٠٩) مختصرًا. وانظر: في "جامع البيان" ١/ ٩٣ مطر، من طريق ابن إسحاق عن الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن رئاب قال: مرَّ أبو ياسر بين أخطب برسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يتلو فاتحة سورة البقرة: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} ... الحديث. قال ابن كثير: ... فهذا الحديث مداره على محمَّد بن السائب الكلبي، وهو ممن لا يحتج بما انفرد به. "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٥٧ - ٢٥٨. وقد اعترف الكلبيُّ أن كل ما حدَّث عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، وقال الحاكم: روى عن أبي صالح أحاديث موضوعة. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" ٢/ ٢٠٨ من طريق عمرو بن زرارة قال: حدثنا زياد، قال ابن إسحاق: حدثني مولى لزيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير، وعكرمة، عن عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله أن أبا ياسر بن أخطب ... فذكره مختصرا. ورواه كذلك في ٢/ ٢٠٨ من طريق سلمة قال: حدثني ابن إسحاق قال: حدثني محمَّد بن أبي محمَّد، عن عكرمة، أو سعيد عن ابن عباس: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ} الحديث. فجعله من قول ابن عباس. قال الشيخ أحمد شاكر: في تعليقه على "جامع البيان" للطبري في ١/ ٢١٩ هامش (١): ... وعندي أن هذا الأضطراب إنما هو من ابن إسحاق، ولعلَّه رواه بهذِه الأسانيد كما سمعه، وكلها ضعيف مضطرب. ومن دلائل ضعف الحديث: مخالفته للوقائع الحسِّية، مع عدم المساعد، معنًى وصناعًة، وفي هذا يقول ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٥٨: ... وأما من زعم أنها دالة على معرفة العدد وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم فقد ادَّعى ما ليس له، وطار في غير مطاره ... وأضاف قائلا: .. ثم كان مقتضى هذا المسلك -إن كان صحيحًا- أن يحسب ما لكل حرف من الحروف =