للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واختيار الكسائي، والفراء (١)، والمفضل بن سلمة، ومحمد بن جرير (٢)، قالوا: إن الراسخين لا يعلمون تأويله، ولكنهم يؤمنون به، والآية راجعة على هذا التأويل (إلى العلم) (٣) بمدة أجل هذِه الأمة، ووقت قيام الساعة، وفناء الدنيا، ووقت طلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى (ابن مريم) (٤) عليه السلام، وخروج الدجّال، ويأجوج ومأجوج، وعلم الروح، ونحوها، مما استأثر الله عز وجل بعلمه، ولم يطلع عليه أحدًا من خلقه.

وقال بعضهم: يجوز أن يكون للقرآن تأويل، استأثر الله تعالى


= في العلم لا يعلمون تأويله، ويكون تقديره: وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم، ويقول الراسخون في العلم: آمنا به. فأظهر ضمير الراسخين؛ ليبيِّن المعنى. انتهى بتصرف.
وانظر: "مشكل إعراب القرآن" لمكي ١/ ١٢٦.
لكن يرى ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٢١٠ أن تقديم قول الصحابيِّ على من هو دونه أولى، فقال بعد أن ذكر قول ابن عباس: فهذا يدل على أن الواو للاستئناف؛ لأن هذِه الرواية, وإن لم تثبت بها القراءة، أقل درجاتها أن تكون خبرًا بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن، فيقدم كلامه في ذلك على من دونه، ويؤيد ذلك أن الآية دلَّت على ذم متبعي المتشابه، لوصفهم بالزيغ وابتغاء الفتنة، وصرح بوفق ذلك حديث الباب، ودلت الآية على مدح الذين فوَّضوا العلم إلى الله، وسلَّموا إليه، كما مدح الله المؤمنين بالغيب.
وانظر: "تفسير القرآن" للسمعاني ١/ ٩٦.
(١) "معاني القرآن" ١/ ١٩١.
(٢) انظر: "جامع البيان" الطبري ٣/ ١٨٤.
(٣) من (س)، (ن).
(٤) من (س)، (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>