للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال محمَّد بن إسحاق، عن رجاله: لما أصاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قريشًا ببدر، وقدم المدينة، جمع اليهود في سوق قينقاع (١)، فقال: يَا معشر اليهود، احذروا من الله تعالى مثل ما نزل بقريش يوم بدر، أسلموا (٢) قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم، وقد عرفتم أني نبي مرسل؛ تجدون ذلك في كتابكم، وعهد الله إليكم.

فقالوا: يَا محمَّد، لا يغرَّنك أنك لقيت قومًا أغمارًا (٣)، لا علم لهم بالحرب (فأصبت فيهم) (٤) فرصة، إنَّا، والله، لو قاتلناك، لعرفت أنَّا نحن النَّاس. فأنزل الله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} (يعني: اليهود) (٥) {سَتُغْلَبُونَ} تهزمون {وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ}: في الآخرة (٦).


(١) قينقاع -بكسر النُّون ويروى بضمها وفتحها- هو سوق أضيف إلى بني قينقاع، شعب من يهود، كانوا يسكنون المدينة في عهد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -. انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض ٢/ ١٩٨، "معجم البلدان" لياقوت ٤/ ٤٢٤.
(٢) في الأصل: واحذروا، والمثبت من (س)، (ن).
(٣) الأغمار: جمع غُمْر -بالضم، وهو: الجاهل الغرّ، الذي لم يجرِّب الأمور. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٣٨٥، "غريب الحديث" للخطابيّ ١/ ٤٧٢، "غراس الأساس" لابن حجر (ص ٣٣٣) (غمر).
(٤) في الأصل: وأصبت منهم. والمثبت من (س)، (ن).
(٥) من (س)، (ن).
(٦) رواه ابن هشام في "السيرة النبوية" ٢/ ٥٥٢، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٩٢ عن ابن إسحاق نحوه، ولم يجاوزاه.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٦٠٤، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٩٢، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٢/ ٤٥٠، من جهة محمَّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: .. فذكر نحوه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>