للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثمَّ قلِّلهم الله أَيضًا في أعينهم حتَّى رأوهم عددًا يسيرًا أقل من أنفسهم؛ قال ابن مسعود أَيضًا: لقد قلَّلوا في أعيننا، يوم بدر، حتَّى قلت لرجل إلى جنبي: تراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة. قال: فأسرنا رجلًا (١) منهم، فقلنا: كم كنتم؟ قال: ألفًا (٢).

وقال بعضهم: الرؤية راجعة إلى المشركين -يعني: يرى المشركون المُؤْمنين مثليهم- قلَّلهم الله تعالى قبل القتال في أعين المشركين؛ ليجترئوا عليهم، ولا ينصرفوا. فلما أخذوا في القتال كثَّرهم الله تعالى ذكره في أعينهم؛ ليجبنوا، وقلَّلهم في أعين المُؤْمنين؛ ليجترئوا، وذلك قوله تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي


= نظرنا إلى المشركين .. فذكر مثله .. وفيه زيادة. والسدي لم يلق ابن مسعود؛ فالإسناد منقطع.
انظر: "تهذيب التهذيب" لابن حجر ١/ ٣١٣ (٥٧٢)، ورواه الطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٩٥ عن السدي، في خبر ذكره عن مرة الهمداني عن ابن مسعود بلفظه، ومرة بن شراحيل الهمدانيّ ثِقَة، عابد.
انظر: "تقريب التهذيب" لابن حجر ٢/ ٢٣٨ (١٠٠٧)، "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ١٧.
(١) مطموس في الأصل، وفي (ن): رجلٌ بالرفع. وهو خطأ. والمثبت من (س).
(٢) أخرج ابن أبي شيبة في "المغازي" (ص ٢٠٠) (١٦٥)، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٩٦، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٣/ ٦٧ من جهة إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أَبيه قال: لقد قللوا في أعيننا يوم بدر .. فذكر نحوه. والراجح من أقوال أهل العلم أن أَبا عبيدة، وهو عامر بن عبد الله بن مسعود الهُذلي الكُوفيّ: لم يسمع من أَبيه شيئًا، فكان يوم موت أَبيه ابن سبع سنين.
انظر: "تهذيب الكمال" للمزي ٩/ ٣٦٨ (٣٠٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>