كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٣ - سورة آل عمران - ١٤ - ج: 8 - ص: 122

ثنا أبو جعفر المدينيُّ (١)، ثنا القاسم بن الحسن بن زيد (٢)، عن أبيه (٣)، عن الحسن بن علي (٤)، عن أبيه علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لمّا أراد الله تعالى أن يخلق الخيل قال لريح الجنوب: إني خالق منك خلقًا، فأجعله عزًّا لأوليائى، ومذلةً على أعدائي، وجمالًا لأهل طاعتي فقالت الريح: احلق. فقبض منها قبضة، فخلق فرسًا، فقال له: خلقتك عربيًّا، وجعلت الخير معقودًا بناصيتك، والغنائم مجموعة على ظهرك، عطفت عليك صاحبك، وجعلتك تطير بلا جناح, وأنت للطلب، وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالًا، يسبحونني ويحمدونني ويهللونني ويكبرونني، فتسبحين إذا سبحوا، وتهللين إذا هللوا, وتكبرين إذا كبروا".

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من تسبيحة وتحميدة وتكبيرة يكبر بها صاحبها, فتسمعها فرسه, إلَّا فتجيبه بمثلها", ثم قال: "لما سمعت الملائكة صفة الفرس, وعاينوا خلقها, قالت: ربنا! نحن ملائكتك نسبحك ونحمدك, فماذا لنا؟ فخلق الله لها خيلا بلقًا, أعناقها كأعناق البخت (٥) , فلمَّا أرسل الفرس غلى الأرض, واستوت قدماه على

---

(١) لم أجده.
(٢) لم أجده.
(٣) الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب يروي عن أبيه وعكرمة أحاديث معضلة. قال الحافظ: صدوق يهم وكان فاضلًا.
(٤) سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٥) البخت -بالضم-: الإبل الخُرسانِّية.